اسم الکتاب : مجزرة بني قريظة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 33
العاملي، فقد رد
الحادثة ردا شديدا، وذكر لذلك الوجوه الكثيرة، ومنها[1]:
1 ـ إن ابن هشام
وغيره يذكرون: أن سبب إرجاع الرسول a إلى أمه، هو أن نفرا من الحبشة نصارى، رأوه
مع مرضعته، فسألوا عنه، وقلبوه، وقالوا لها: لنأخذن هذا الغلام، فلنذهبن به إلى
ملكنا وبلدنا [2]، وبذلك تصير الرواية المتقدمة التي تذكر أن
سبب إرجاعه إلى أمه هو قضية شق الصدر محل شك وشبهة.
2 ـ كيف يكون شق
صدره a هو سبب إرجاعه إلى أمه؛ مع أنهم يذكرون أن هذه
الحادثة قد وقعت له a وعمره ثلاث سنين، أو سنتان وأشهر، مع أنه
إنما أعيد إلى أمه بعد أن أتم الخمس سنين؟
3 ـ هل صحيح أن
مصدر الشر هو غدة، أو علقة في القلب، يحتاج التخلص منها إلى عملية جراحية؟!.. وهل
يعني ذلك أن باستطاعة كل أحد ـ فيما لو أجريت له عملية جراحية لاستئصال تلك الغدة
ـ أن يصبح تقيا ورعا، خيّرا؟! أم أن هذه الغدة أو العلقة قد اختص الله بها الرسول
الأعظم a، وابتلاه بها دون غيره من بني الإنسان؟!. ولماذا دون
غيره؟
4 ـ لماذا تكررت
هذه العملية أربع، أو خمس مرات، في أوقات متباعدة؟ حتى بعد بعثته a بعدة سنين، وحين الإسراء والمعراج بالذات؟! فهل كانت تلك العلقة السوداء،
وحظ الشيطان تستأصل، ثم تعود إلى النمو من جديد؟! وهل هي من نوع مرض السرطان الذي
لا تنفع معه العمليات الجراحية، والذي لا يلبث أن يختفي حتى يعود إلى الظهور بقوة
أشد، وأثر أبعد؟!.. ولماذا لم تعد هذه العلقة إلى الظهور بعد العملية الرابعة أو
الخامسة، بحيث يحتاج إلى السادسة، فالتي بعدها؟!.. ولماذا يعذب الله نبيه هذا
العذاب، ويتعرض