responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجزرة بني قريظة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 32

في الجسم ينحسم بانحسامها؛ أو لو كان الخير مادة يزوّد بها القلب كما تزوّد الطائرة بالوقود، فتستطيع السموّ والتحليق... لقلنا: إنّ ظواهر الاثار مقصودة، ولكن أمر الخير والشر أبعد من ذلك؛ بل من البديهي أنّه بالناحية الروحية في الإنسان ألصق)[1]

وقد ذكر الفخر الرازي أنها كانت محل استنكار من العلماء المتقدمين، فقد قال في تفسيره لسورة الشرح في التفسير الكبير: (وفي شرح الصدر قولان؛ الأول: ما روي أن جبريل عليه السلام أتاه وشق صدره وأخرج قلبه وغسله وأنقاه من المعاصي، ثم ملأه علمًا وإيمانًا ووضعه في صدره. واعلم أن القاضي طعن في هذه الرواية من وجوه؛ أحدها: أن الرواية أن هذه الواقعة إنما وقعت في حال صغره عليه السلام وذلك من المعجزات، فلا يجوز أن تتقدم نبوته. وثانيها: أن تأثير الغسل في إزالة الأجسام، والمعاصي ليست بأجسام فلا يكون للغسل فيها أثر. ثالثها: أنه لا يصح أن يملأ القلب علمًا، بل الله تعالى يخلق فيه العلوم)[2]

أما علماء المدرسة الشيعية؛ فقد اشتدوا في إنكارها، فمن المتقدمين الذين أنكروها الطبرسي صاحب [مجمع البيان] الذي قال: (مما لا يصح ظاهره، ولا يمكن تأويله إلا على التعسف البعيد؛ لأنه كان طاهرا مطهرا من كل سوء وعيب، وكيف يطهر القلب وما فيه من الاعتقاد بالماء؟)[3]

أما صاحب كتاب [الصحيح من سيرة النبي الأعظم a] العلامة جعفر مرتضى


[1] فقه السيرة، محمد الغزالي السقا، دار القلم، دمشق، تخريج الأحاديث: محمد ناصر الدين الألباني، الطبعة: الأولى، 1427 هـ، ص66.

[2] 148. مفاتيح الغيب (تفسير الرازي ، التفسير الكبير)، الفخر الرازي، محمد بن عمر، بيروت، لبنان، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، ط1، 1401 هـ/1981م، (32/ 205)

[3] الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، بيروت، لبنان، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط1، 1445هـ/1995م، (6/ 192)

اسم الکتاب : مجزرة بني قريظة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست