اسم الکتاب : مجزرة بني قريظة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 23
(أصبت حكم الله
فيهم)، وكانوا أربعمائة، فلما فرغ من قتلهم، انفتق عرقه فمات)[1]
وهذه الرواية
بالإضافة إلى ما فيها من اضطراب في عدد القتلى مقارنة بغيرها من الروايات، ترمي
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بتهم عظيمة خطيرة؛ فهي تصوره بصورة الذي
يفشل في علاجه كل مرة، في نفس الوقت الذي تصور فيه سعد بن معاذ مستجاب الدعوة،
وأنه بمجرد دعائه تحقق له ما لم يتحقق لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم نفسه، وسنرى التفاصيل المرتبطة بها في الفصل التالي
عند عرضنا لما ورد في تلك الروايات من إساءات لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.
وهكذا لو رحنا
نحلل كل الروايات في عدد القتلى؛ فسنجد أننا لو طبقنا عليها منهج المحدثين،
وتعاملنا معها مثل تعاملنا مع أحاديث العقائد والأحكام لرميناها عرض الجدار.
بل لو أننا
طبقنا عليها ما طبق في سائر الغزوات، لفعلنا بها ذلك، ومن الأمثلة على ذلك ما ذكره
ابن إسحق من عدد قتلى بدر، فهو لم يكتف بذكر عددهم، وإنما راح يذكر أسماءهم
وقبائلهم، وكيف قتلوا، ولم نجده فعل ذلك مع بني قريظة، وكأن القتلى ليسوا بشرا.
فقد عقد ابن
هشام فصلا في سيرته التي نقلها عن ابن إسحق بعنوان [من قتل ببدر من المشركين][2]،
عد فيه القتلى عدا دقيقا، ومن الأمثلة على ذلك قوله في القتلى من [من بني عبد
شمس]: (وقتل من المشركين يوم بدر من قريش، ثم من بني عبد شمس بن عبد مناف: حنظلة
بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس، قتله زيد بن حارثة، مولى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فيما قال ابن هشام، ويقال اشترك فيه حمزة وعلي وزيد،
فيما قال ابن هشام، وقال ابن
[1] رواه الترمذي، رقم الحديث 1582،
كما صححه الألباني و ابن حجر العسقلاني.
[2] السيرة النبوية لابن هشام، عبد
الملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري، أبو محمد، جمال الدين، تحقيق: مصطفى
السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي
الحلبي وأولاده بمصر، الطبعة: الثانية، 1375هـ - 1955 م، (1/ 708)
اسم الکتاب : مجزرة بني قريظة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 23