responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجزرة بني قريظة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 160

يصدّق الله الصادق، ويكذّب الكاذب، وبالعدل يرد المعتدي ويوبخه)[1]

وبناء على هذا نهى القرآن الكريم عن كل ما ينحرف بالإنسان عن العدل، حتى مع الأعداء، قال تعالى:﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة: 8]

وبناء على هذه التعليمات الإلهية كانت قيمة العدل من أهم القيم التي كان رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يدعو إليها، ويطبقها، ويعطي أروع الأمثلة في تطبيقها، وفي الحديث عن عبادة بن الصامت قال: (بايعنا رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم على السّمع والطّاعة في عسرنا ويسرنا، ومنشطنا ومكارهنا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله، وعلى أن نقول بالعدل أين كنّا، لا نخاف في الله لومة لائم)[2]

وهكذا كان رسول الله a أحسن قدوة في تحقيق العدل في أجمل صوره، ففي الحديث: (أن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم عدل صفوف أصحابه يوم بدر، وفي يده قدح يعدل به القوم، فمر بسواد بن غزية حليف بني عدي بن النجار قال: وهو مستنتل من الصف، فطعن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم بالقدح في بطنه، وقال: استو يا سواد فقال: يا رسول الله أوجعتني وقد بعثك الله بالعدل، فأقدني قال: فقال له رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم استقد قال: يا رسول الله إنك طعنتني وليس علي قميص قال: فكشف رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم عن بطنه، وقال: استقدقال: فاعتنقه، وقبل بطنه، وقال: ما حملك على هذا يا سواد؟ قال: يا رسول الله، حضرني ما ترى، ولم آمن القتل، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك، فدعا رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم له بخير)[3]


[1] جامع البيان للطبري (21/ 517)

[2] رواه النسائي (4153)، وأحمد (3/ 441) (15691).

[3] رواه أبو نعيم في (معرفة الصحابة) (3/ 1404)

اسم الکتاب : مجزرة بني قريظة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 160
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست