اسم الکتاب : مجزرة بني قريظة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 131
قريظة، وهي تعتبر الفريق المحارب الذي
لم يقتل من بني قريظة من الأسرى، والأصل أن يطبق فيهم حكم الأسرى الوارد في القرآن
الكريم، لا حكم الأسرى الوارد في كتب اليهود.
لكن العلماء الذين يقبلون هذه الغزوة
يذكرون أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم تجاوز فيها حكم القرآن الكريم، وراح يطبق فيها
حكم الكتاب المقدس، بل يذكرون أن سعد بن معاذ لم يحكم بالقرآن، وإنما حكم فيهم
بنصوص من الكتاب المقدس.
وقد قام هؤلاء العلماء من أمثال الشيخ
أبي الحسن الندوي في كتابه عن السيرة النبوية[1]، وغيره، بالبحث عن تلك
النصوص التي حكم بها سعد على بني قريظة، ومنها ما جاء في سفر التثنية (الإصحاح
العشرون 10- 11- 12- 13): (حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح، فإن
أجابتك إلى الصلح، وفتحت لك فكلّ الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير، وتستعبد لك،
وإن لم تسالمك، بل عملت معك حربا، فحاصرها، وإذا دفع الربّ إلهك إلى يدك، فاضرب
جميع ذكورها بحدّ السيف، وأمّا النساء والأطفال والبهائم وكلّ ما في المدينة كلّ
غنيمتها فتغنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الربّ إلهك)[2]
وهكذا ورد في الكتاب المقدس ما يدل على
تطبيق بني إسرائيل لهذا الحكم في عهد أنبيائهم، فقد جاء في (سفر العدد، الإصحاح
الحادي والثلاثون 7- 8- 9- 10): (فتجنّدوا على مديان كما أمر الربّ، وقتلوا كلّ
ذكر، وملوك
[1] وذلك تحت عنوان [موافقة لشريعة
بني إسرائيل]، السيرة النبوية، أبو الحسن الندوي، المطبعة العصرية ـ صيدا ـ لبنا، (ص:
363)