اسم الکتاب : مجزرة بني قريظة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 130
حكم القتل، وهو
خلاف ما تدعيه الرواية، وسنرى ذلك بتفصيل عند حديثنا عن القيم القرآنية وتطبيقها
على الحادثة.
وقد ورد ما يدل على اشتهار هذا الحكم
للأسرى، وأن الفئة الباغية هي التي كانت تتعمد خلافه، وربما هي التي وضعت أمثال
روايات مجزرة بني قريظة لتتسلل لإلغاء الحكم القرآني، فقد رُوي أنه عندما أحضر الأسرى
الحجاج من أصحاب عبد الرحمن بن الأشعث، وهم أربعة آلاف وثمانمائة؛ فقتل منهم نحوا
من ثلاثة آلاف حتى قدم إليه رجل من كندة فقال: يا حجاج، لا جازاك الله عن السنة
والكرم خيرا قال: ولم ذلك؟ قال: لأن الله تعالى قال: ﴿فإذا لقيتم الذين
كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء﴾
في حق الذين كفروا، فو الله ما مننت ولا فديت؟ وقد قال شاعركم فيما وصف به قومَه
من مكارم الأخلاق:
ولا نقتل الأسرى ولكن نفكهم إذا أثقل الأعناقَ حملُ المغارم
فقال الحجاج: أف لهذه الجيف أما كان
فيهم من يحسن مثل هذا الكلام؟ خلوا سبيل من بقي. فخلي يومئذ عن بقية الأسرى، وهم
زهاء ألفين، بقول ذلك الرجل[1].
فإذا علمنا هذا، وأضفنا إليه ما يوردونه
من أن قوله تعالى: ﴿ وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ
الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا
تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا﴾ [الأحزاب: 26]، وهي الآية التي يذكرون
أنها نزلت في بني
[1] الجامع لأحكام القرآن = تفسير
القرطبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد شمس الدين القرطبي (المتوفى: 671هـ)، تحقيق:
أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، دار الكتب المصرية – القاهرة،
الطبعة: الثانية، 1384هـ - 1964 م، (16/ 226)
اسم الکتاب : مجزرة بني قريظة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 130