اسم الکتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 26
أما ما يرتبط بتوجهها الفكري، ومشاريعها الإصلاحية،
ووسائلها في تحقيقها، فسنتحدث عنها بتفصيل في فصل خاص في الباب الثاني من هذه
الرسالة.
المطلب الأول: المرحلة
التأسيسية للجمعية
تعتبر المرحلة التأسيسية لجمعية العلماء المسلمين
الجزائريين من أدق مراحلها التاريخية حساسية، باعتبار الظروف الاستعمارية التي
كانت تمر بها الجزائر حينئذ، وباعتبار الواقع الديني الذي كان يشكل فيه المحافظون
نسبة أكبر بكثير من نسبة الإصلاحين، وباعتبارات أخرى كثيرة.
ومع ذلك، فلم يكن
تأسيسها عجيبا، فقد كانت هناك عوامل كثيرة خففت من وطأة تلك الظروف القاسية، وقد
أشار إلى بعض تلك العوامل الشيخ الإبراهيمي، الذي عزاها إلى أربعة
عوامل[1]:
أولها: آثار دعوة الإمام محمد
عبده التي تأثر بها المصلحون
الجزائريون، وكذا مؤلفات تلميذه الشيخ رشيد رضا التي كان لها الأثر
القوي في إذكاء الحركة الإصلاحية في الجزائر، ومن ثم توحيد جهودهم تحت جمعية
واحدة.
ثانيها: الثورة التعليمية التي
أحدثها الشيخ عبد الحميد ابن باديس بدروسه حيث كون عقولهم
وشحذ عزائمهم وربى نفوسهم على وجه تتشوف به إلى كل دعوة تغيير في المستقبل بقائد
الدين وشعار الإصلاح.
ثالثها: التطور الفكري الذي
طرأ على عقول الناس من مخلفات وآثار الحرب العالمية الأولى.
رابعها: رجوع طائفة من
المثقفين الجزائريين الذين كانوا يعيشون في المشرق العربي ولا
[1] سجل مؤتمر جمعية العلماء
المسلمين الجزائريين، المنعقد بمركزها العام، نادي الترقي بالجزائر، دار الكتب،
1982 ، ص46، وما بعدها، وانظر: آثار الإبراهيمي: 1/181.
اسم الکتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 26