اسم الکتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 14
والحرص على الهوية
العربية الإسلامية، والحرص على تحقيق العدالة والتخلص من الجور والتمييز العنصري
الذي فرضه الاستعمار.
وهذا يستدعي التساؤل عن تعامل هذين الفصيلين مع هذين
الجانبين، وهل غلب كلاهما الاتجاه الفكري، وما يفرزه من اختلافات تصل إلى حد
التناقض، أم أنهما ترفعا على هذا، وعلما أن الواقع الجزائري لا يسمح بطرح تلك
الخلافات، وأن الأولى هو العمل في المتفق عليه، وترك الخلاف لمحله.
الثاني: هو أنه من المتفق
عليه، بل من البديهي أن التيار الإصلاحي في الجزائر، كما هو في العالم الإسلامي
أجمع، ينطلق من خلافه التام مع التيار التقليدي المحافظ المتمثل في الطرق الصوفية
ومؤسساتها، بل إنه لم يسم إصلاحيا إلا لثورته على التيار التقليدي، وهذا يستدعي
التساؤل عن الأسباب المحركة لذلك الخلاف، ومدى أهميتها، وموضوعيتها.. وهل كان ما
حدث من خلاف خطأ استراتيجيا وقع فيه كلا الطرفين المختلفين حين غفلا عن القضايا الكبرى
التي كان يمكن أن يتوجها لها.. أم أن ما حصل كان ضرورة لابد منها، ولم يكن هناك بد
من إعلان الحرب على المخالف، فالجسم المريض لا يمكنه أن يتحرر خارجيا إلا إذا تحرر
داخليا؟
الثالث: وهو
بعد إقرارنا بوجود الخلاف الفكري بين كلا الفصيلين، وهو مما لا يجادل فيه أحد، هل كان هناك فرص لتخفيف
بعض مظاهر الخلاف، أو الحد منه نهائيا، أم أنه لم يكن لهما مناص من ذلك.. أي أن ما
حصل هو ما ينبغي أن يحصل، فلم يكن أمام الجمعية، ولا أمام الطرق الصوفية إلا تلك
الأساليب والوسائل التي استعملاها؟
الرابع: هو عن آثار ذلك التعامل،
وما حصل فيه من وفاق أو خلاف، هل بقي محصورا في المحال التي كان فيها، أم أنه
تعداها إلى نواح أخرى كالسياسة والمجتمع والثقافة والدين وغيرها؟
اسم الکتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 14