اسم الکتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 13
مقدمة
لا شك أن الباحث في الواقع الديني والثقافي
والاجتماعي للجزائر في عهد الاستعمار الفرنسي، يجد فصيلين مهمين متميزين كان
لكيلهما أثره في الحياة الجزائرية:
أما الأول:
فيمثله مشايخ الطرق الصوفية ومريدوهم وزواياهم وأوقافهم التي لم تكن تخلو منها
مدينة ولا قرية في جميع القطر الجزائري، وهم – لذلك- متغلغلون في جميع الحياة
الجزائرية اجتماعية كانت أو تربوية أو ثقافية أو حتى ما ارتبط منها بالجانب
السياسي والعسكري.
وأما الثاني: فهم
العلماء أو طلبة العلم الذين تبنوا الفكر الإصلاحي التنويري أو الوهابي الذي كان
في ذلك الحين في أوج نشاطه في المشرق العربي، وقد تسنى لهذا الفريق أيضا أن يقيم
بعض المؤسسات التربوية والإعلامية التي ينشر من خلالها آراءه ومشاريعه الإصلاحية،
وقد تجلى هذا الفصيل في أجلى صوره في (جمعية العلماء المسلمين الجزائريين)
ومن الطبيعي أن يحصل بين فصيلين كبيرين كهذين
الفصيلين أنواع من العلاقة والتعامل المبنية على أساس التوجهات الفكرية المختلفة،
وعلى أساس المشاريع الإصلاحية التي قد تختلف التصورات حولها.
بناء على هذا، وبناء على أهمية ما حصل في تلك الفترة
الخطيرة من التاريخ الجزائري، والتي انبنى عليها الواقع الجزائري بعد الاستقلال
تثار إشكالات كثيرة يمكن صياغتها كما يلي:
الأول: لقد كان كلا التيارين
يحملان أفكارا مختلفة، تصل أحيانا إلى درجة التناقص، وكان لهما في نفس الوقت
مشاريع يشتركان فيها كبغض الاستعمار وحب التخلص منه،
اسم الکتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 13