اسم الکتاب : المقدمات الشرعية للزواج المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 169
في القلب، لا يعجبني، ثم ذكر قول مالك:
إنما يفعله عندنا الفساق[1]، واستدلوا على ذلك بما يلي:
1.
قال تعالى :﴿ وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ
الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا
هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ (لقمان:6)ووجه الاستدلال بالآية
أن أكثر المفسرين على أن المراد بلهو الحديث الغناء، وقد صرح بذلك ابن عباس في
رواية سعيد بن جبير ومقسم عنه وقاله عبد الله بن مسعود في رواية أبي الصهباء عنه،
وهو قول مجاهد وعكرمة[2].
2.
أنه باطل، والباطل ضد الحق، لأن الباطل إما معدوم لا وجود
له وإما موجود لا نفع له فالكفر والفسوق والعصيان والسحر والغناء واستماع الملاهي
كله من النوع الثاني، وقد سئل القاسم بن محمد: كيف ترى في الغناء، فقال له
القاسم: هو باطل فقال: قد عرفت أنه باطل فكيف ترى فيه؟ فقال القاسم: أرأيت الباطل
أين هو؟ قال: في النار قال فهو ذاك، وقال رجل لابن عباس : ما تقول في الغناء،
أحلال هو أم حرام؟ فقال:لا أقول حراما إلا ما في كتاب الله،فقال أفحلال هو؟ فقال:
ولا أقول ذلك، ثم قال له:أرأيت الحق والباطل إذا جاءا يوم القيامة، فأين يكون
الغناء، فقال الرجل: يكون مع الباطل،فقال له ابن عباس: اذهب فقد أفتيت نفسك[3].
3.
أنه ذريعة إلى ارتكاب الفواحش حتى أطلق عليه [ رقية الزنى
]،وهذه التسمية
[1] هذه النقول من خطبة كتاب للطرطوشي في تحريم السماع، نقلا عن: إغاثة
اللهفان: 1/226.
[2] انظر النقول من السلف عن ذلك في: المصنف لابن أبي شيبة:5/132.