اسم الکتاب : المقدمات الشرعية للزواج المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 13
يريد الأداء والناكح الذي يريد العفاف)[1]، قال الطيبي: إنما آثر هذه الصيغة إيذانا بأن هذه الأمور من الأمور
الشاقة التي تفدح الإنسان وتقصم ظهره، لولا أن الله تعالى يعينه عليها لا يقوم بها،
وأصعبها العفاف لأنه قمع الشهوة الجبلية المركوزة فيه، وهي مقتضى البهيمية النازلة
في أسفل السافلين، فإذا استعف وتداركه عون الله تعالى ترقى إلى منزلة الملائكة
وأعلى عليين[2].
9.
قال a : (إن الدين يقضى من صاحبه
يوم القيامة إذا مات إلا من يدين في ثلاث خلال: الرجل تضعف قوته في سبيل الله
فيستدين يتقوى به لعدو الله وعدوه، ورجل يموت عنده مسلم لا يجد ما يكفنه ويواريه
إلا بدين، ورجل خاف الله على نفسه العزبة فينكح خشية على دينه فإن الله يقضي عن
هؤلاء يوم القيامة)[3]
ثالثا
ـ أحكام الزواج الأصلية والعارضة
يختلف حكم الزواج باختلاف أحوال الناس من
حيث القدرة على التحصن والعفاف، والقدرة على الإنفاق على الزوجة، وعلى هاتين
الدلالتين حمل لفظ (الباءة) في قوله a :(يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة، فليتزوج، فإنه أغض للبصر،
وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)[4]
وقد اختلف العلماء في المراد بالباءة هنا على قولين: