responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 96

ومع هذه المخالفة الصريحة إلا أن ابن كثير التفت في تعليقه عليه إلى السند، ولم يلتفت إلى تلك المعاني الخطيرة، فقال: (لا نعلم يروى مرفوعا إلا من هذا الوجه.. تفرد به محمد بن يزيد بن سنان عن أبيه، وقد حدث عنه جماعةٌ من أهل العلم واحتملوا حديثه.. ورواه غيره عن يحيى بن سعيد مرسلا ولم يسنده، وإنما جعله من قول سعيد.. قلت: وهذا الذي ذكره أبو عمر، هو المحفوظ عن سعيد قوله، وهكذا روي عن وهب بن منبه مثله والله أعلم)[1]

بل إن ابن كثير ـ ومثله كل من أرخوا للأنبياء عليهم السلام ـ يقعون في طامات عظيمة عندما يصورونهم بصورة لا تليق، بل يصورون أن الأنبياء عليهم السلام ليسوا رحمة للبشرية، وإنما سبب نقمتهم، فقد قال: (وقد ذكر أن حاما واقع امرأته في السفينة، فدعا عليه نوحٌ أن تشوه خلقة نطفته، فولد له ولدٌ أسود وهو كنعان بن حام جد السودان.. وقيل بل رأى أباه نائما وقد بدت عورته فلم يسترها وسترها أخواه، فلهذا دعا عليه أن تغير نطفته، وأن يكون أولاده عبيدا لإخوته)[2]

وهكذا نجد في هذه المصادر الكثير من الخرافات المبنية على هذه الأسس الهشة، وهي تتقبل بكل سهولة، لأن رواتها ثقاة مفسرون للقرآن الكريم، ورواة للحديث الشريف.

ومن الأمثلة على ذلك قول قتادة: (عمران الأرض المقسم أربعة وعشرون ألف فرسخ في مثلها، فالسند والهند من ذلك اثنا عشر ألف فرسخ في مثلها، وهم ولد حام بن نوح، والصين من ذلك ثمانية آلاف فرسخ في مثلها، وهم ولد يافث، والروم من ذلك ثلاثة آلاف فرسخ في مثلها، والعرب ألف فرسخ في مثلها، وهم والروم جميعا من ولد سام بن


[1] قصص الأنبياء لابن كثير، 1/109.

[2] قصص الأنبياء (1/ 110).

اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 96
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست