اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 89
أتعبتها في نهارك، وتستغفر لذنبك الذي
كسبته بالنهار ثم لا تعود فيه، وتقنت فيه قنوت الصابرين، فثلث تنام، وثلث تقوم،
وثلث تضرع إلى ربك، فهذا ما خلق له الليل.. وخلق النهار لتؤدي فيه الصلاة المفروضة
التي عنها تسأل وبها تخاطب، وتبر والديك، وأن تضرب في الأرض تبتغي المعيشة معيشة
يومك، وأن تعودوا فيه وليا لله كيما يتغمدكم اللّه برحمته، وأن تشيعوا فيه جنازة
كيما تنقلبوا مغفورا لكم، وأن تأمروا بمعروف، وأن تنهوا عن منكر، فهو ذروة الإيمان
وقوام الدين، وأن تجاهدوا في سبيل اللّه تزاحموا إبراهيم خليل الرحمن في قبته، ومن
مضى عليه الليل والنهار وهو في غير هذه الخصال خاصمه الليل والنهار يوم القيامة
فخصماه عند مليك مقتدر)[1]
[الحديث: 189] قال رسول الله a: (من أحب أن يكون أكرم الناس فليتق اللّه عز
وجل، ومن أحب أن يكون أتقى الناس فليتوكل على اللّه، ومن أحب أن يكون أغنى الناس
فليكن بما عند اللّه عز وجل أوثق منه بما في يده، ثم قال a: أ لا أنبئكم بشر الناس؟
قالوا: بلى يا رسول اللّه. قال: من أبغض الناس وأبغضه الناس. ثم قال: أ لا أنبئكم
بشر من هذا؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه. قال: الذي لا يقيل عثرة، ولا يقبل معذرة،
ولا يغفر ذنبا. ثم قال: أ لا أنبئكم بشر من هذا؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه. قال:
من لا يؤمن شره ولا يرجى خيره، وإن عيسى ابن مريم عليه السّلام قام في بني إسرائيل
فقال: يا بني إسرائيل لا تحدثوا بالحكمة الجهال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها
فتظلموهم، ولا تعينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم.. الأمور ثلاثة: أمر تبين لك
رشده فاتبعه، وأمر تبين لك غيه فاجتنبه، وأمر