responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 7

في القرآن الكريم أو كان قريبا منه.. ذلك أن معظم تلك التفاصيل يتناقض مع ما ورد في القرآن الكريم من البحث عن العبر، لا عن تفاصيل الأحداث، بالإضافة إلى أن أكثر تلك الأحداث التفصيلية مأخوذة بشكل مباشر أو غير مباشر عن أهل الكتاب الذين ملأوا أخبار الأنبياء كذبا وبهتانا.. ولهذا كانت أمثال تلك الأخبار مثار سخرية من الذين لا يؤمنون بالأديان، ويتخذون من تلك التواريخ المزيفة مادة دسمة تعينهم على ذلك.

ثانيا ـ استبعاد كل الأحاديث والآثار التي تسيء إلى النبوة وتشوهها، وهو ما جعل فريقا كبيرا من المسلمين، وخاصة من المتأثرين بالمدرسة السلفية، يعتقدون عدم عصمة النبوة إلا في مجال التبليغ، بل وصلت بهم الجرأة إلى اعتقاد جواز كفر الرسل وارتكابهم الكبائر قبل نبوتهم، وهو ما يخالف ما ورد عنهم في القرآن الكريم من الدعوة إلى الاهتداء بهم، وليس ذلك إلا لعصمتهم المطلقة.

ولهذا انبرى أئمة الهدى للرد على تلك التحريفات التي لحقت هذا الركن الأصيل من أركان العقيدة الإسلامية، ومن الأمثلة على ذلك ما روي عن الإمام علي الرضا، والذي رويت عنه مناظرة طويلة مع القائلين بالتخطئة، نسوقها هنا باختصار، فقد سئل ـ حسبما تنص الرواية ـ: يا ابن رسول الله أتقول بعصمة الأنبياء؟ قال: بلى، قال: فما تقول في قول الله عز وجل: (وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى)وقوله عز وجل: (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْه)، وقوله في يوسف (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا)، وقوله في داود (وَظَنَّ داود أَنَّمَا فَتَنَّاه)، وقوله في نبيه محمد (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ)

فقال الإمام الرضا مخاطبا مناظره: (اتق الله، ولا تنسب إلى أنبياء الله الفواحش، ولا تتأول كتاب الله عز وجل برأيك، فإن الله عز وجل يقول: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ﴾ [آل عمران: 7]

اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 7
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست