اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 54
[الحديث: 111]
قال الإمام الصادق: (إن
إبراهيم عليه السلام كان نازلا في بادية الشام، فلما ولد له من هاجر
إسماعيل عليه السلام، ثم أمره أن يخرج إسماعيل عليه السلام وأمه عنها، فقال:
يا رب.. إلى أي مكان؟.. قال: إلى
حرمي وأمني، وأول بقعة خلقتها من الأرض وهي مكة.. فأنزل الله عليه جبرائيل
بالبراق، فحمل هاجر وإسماعيل وإبراهيم عليه
السلام وكان إبراهيم لا يمر بموضع
حسن فيه شجرٌ ونخلٌ وزرعٌ إلا وقال: يا جبرائيل.. إلى ههنا إلى ههنا.. فيقول
جبرائيل: لا، امض امض.. حتى وافى به مكة، فوضعه في موضع البيت، وقد كان
إبراهيم عليه السلام عاهد سارة أن لا ينزل حتى يرجع إليها، فلما نزلوا
في ذلك المكان كان فيه شجرٌ، فألقت هاجر على ذلك الشجر كساء كان معها فاستظلوا
تحته.. فلما سرحهم إبراهيم ووضعهم وأراد الانصراف عنهم إلى سارة قالت له هاجر: يا
إبراهيم.. لم تدعنا في موضع ليس فيه أنيسٌ ولا ماءٌ ولا زرعٌ؟.. فقال إبراهيم: الذي
أمرني أن أضعكم في هذا المكان هو يكفيكم، ثم انصرف عنهم، فلما بلغ كدى ـ وهو جبل
بذي طوى ـ التفت إليهم إبراهيم فقال: ﴿
رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ
بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ
النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ
يَشْكُرُونَ﴾ [إبراهيم: 37]
ثم مضى وبقيت هاجر، فلما ارتفع النهار عطش إسماعيل وطلب الماء،
فقامت هاجر في الوادي في موضع المسعى فنادت: هل في الوادي
من أنيس؟.. فغاب إسماعيل عنها، فصعدت على الصفا، ولمع لها السراب في الوادي وظنت
أنه ماء، فنزلت في بطن الوادي، وسعت فلما بلغت المسعى غاب عنها إسماعيل، ثم لمع
لها السراب في ناحية الصفا، فهبطت إلى الوادي تطلب الماء، فلما غاب عنها إسماعيل
عادت حتى بلغت الصفا، فنظرت حتى فعلت ذلك سبع مرات، فلما كان في الشوط السابع وهي
على المروة، نظرت إلى إسماعيل
اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 54