responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 345

حين انتصف النهار وهدأت العيون بالقائلة، فنادوا لقمان ـ حيث يسمع ولا يراهم ـ فقالوا: يا لقمان، هل لك أن يجعلك الله خليفة في الأرض، تحكم بين الناس؟.. فقال لقمان: إن أمرني ربي بذلك فالسمع والطاعة، لأنه إن فعل بي ذلك أعانني عليه وعلمني وعصمني، وإن هو خيّرني قبلت العافية، فقالت الملائكة: يا لقمان لمَ؟.. قال: لأن الحكم بين الناس بأشد المنازل من الدين، وأكثر فتنا وبلاء ما يُخذل ولا يُعان، ويغشاه الظلم من كل مكان، وصاحبه منه بين أمرين: إن أصاب فيه الحق فبالحريّ أن يسلم، وإن أخطأ أخطأ طريق الجنة، ومن يكن في الدنيا ذليلا وضعيفا، كان أهون عليه في المعاد من أن يكون فيه حكما سريّا شريفا.. ومن اختار الدنيا على الآخرة يخسرهما كلتيهما، تزول هذه ولا تدرك تلك.. فتعجبت الملائكة من حكمته، واستحسن الرحمن منطقه، فلما أمسى وأخذ مضجعه من الليل، أنزل الله عليه الحكمة فغشّاه بها من قرنه إلى قدمه وهو نائم، وغطّاه بالحكمة غطاء، فاستيقظ وهو أحكم الناس في زمانه، وخرج على الناس ينطق بالحكمة ويبيّنها فيها)[1]

[الحديث: 404] قال الإمام الصادق في قول الله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان: 13]: (وعظ لقمان ابنه بآثار حتى تفطّر وانشقّ، وكان فيما وعظه به أن قال: يا بني، إنك منذ سقطت إلى الدنيا استدبرتها واستقبلت الآخرة، فدارٌ أنت إليها تسير أقرب إليك من دار أنت عنها متباعد)[2]

[الحديث: 405] قال الإمام الصادق يذكر مواعظ لقمان عليه السلام لابنه: (يا بني، جالس العلماء وازحمهم بركبتيك، ولا تجادلهم فيمنعوك، وخذ من الدنيا بلاغا، ولا ترفضها


[1] بحار الأنوار: 13/412، وتفسير القمي ص506.

[2] بحار الأنوار: 13/412، وتفسير القمي ص506.

اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 345
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست