اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 176
وهذا ما فسر به منزهة الأنبياء ما ورد من
ذلك، فقد أورد الشريف المرتضى الإشكال الذي يورده المخطئة للأنبياء عليهم الصلاة
والسلام حول قتل موسى عليه السلام للقبطي، فقال: (فإن قيل: فما الوجه في قتل موسى
عليه السلام للقبطي وليس يخلو من أن يكون مستحقا للقتل أو غير مستحق، فإن كان
مستحقا فلا معنى لندمه عليه السلام، وقوله: ﴿هَذَا مِنْ عَمَلِ
الشَّيْطَانِ﴾ [القصص: 15] وقوله: ﴿رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي
فَاغْفِرْ لِي﴾ [القصص: 16]، وإن كان غير مستحق فهو عاص في قتله، وما بنا
حاجة إلى أن نقول إن القتل لا يكون صغيرة لأنكم تنفون الصغير والكبير من المعاصي
عنهم عليهم السلام)[1]
ثم أجاب على ذلك بقوله: (مما يجاب به عن
هذا السؤال إن موسى عليه السلام لم يعتمد القتل ولا أراده، وإنما اجتاز فاستغاث به
رجل من شيعته على رجل من عدوه بغى عليه وظلمه وقصد إلى قتله، فأراد موسى عليه
السلام أن يخلصه من يده ويدفع عنه مكروهه، فأدى ذلك إلى القتل من غير قصد إليه،
فكل ألم يقع على سبيل المدافعة للظالم من غير أن يكون مقصودا فهو حسن غير قبيح ولا
يستحق عليه العوض به، ولا فرق بين أن تكون المدافعة من الانسان عن نفسه، وبين أن
يكون عن غيره في هذا الباب والشرط في الأمرين أن يكون الضرر غير مقصود، وأن يكون
القصد كله إلى دفع المكروه والمنع من وقوع الضرر. فإن أدى ذلك إلى ضرر فهو غير
قبيح)[2]
وقد ربط السبحاني في الرد على المخطئة في
هذا بين فعل موسى عليه السلام والواقع الذي كان يعيشه، لأن للواقع دورا كبيرا في
التمييز بين الجريمة وغيرها، فقال: (قبل توضيح