اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 163
بها لا عن التفويض بقلبه، فاتفق أن يتأخر
الوحي عنه ورمي بما رمي به لأجل ذلك)[1]
ونقلوا عن ابن الجوزي قوله في بيان فضل
الاستثناء: (وهذه الكلمة لما أهمل ذكرها سليمان في قوله (لأطوفن الليلة على مائة
امرأة تلد كل امرأة غلاماً)لم يحصل له مقصوده. وإذا أطلقت على لسان رجل من يأجوج
ومأجوج فقال (غداً يحفر السد إن شاء الله)نفعتهم فقدر على الحفر، فإذا فات مقصود
نبي بتركها وحصل مراد كافر بقولها، فليُعرف قدرها، وكيف لا وهي تتضمن إظهار عجز
البشرية وتسليم الأمر إلى قدرة الربوبية)[2]
ولو أن هؤلاء جميعا تخلوا عن كبريائهم،
وراحوا يبحثون في القرآن الكريم عن كيفية طلب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
للولد، وهل كان ذلك بالطريقة التي وردت في هذا الحديث، أم أنهم كانوا متواضعين جدا
أمام ربهم سبحانه وتعالى، يعلمون أن الولد وغير الولد هبة من الله لا يمكن لأحد أن
يزعم أنه من دون الله يمكن أن ينال هذه الهبة العظيمة.
لو رجعوا إلى القرآن الكريم لوجدوا
إبراهيم عليه السلام، وبعد تلك المعاناة الشديدة التي واجهه بها قومه، وبعد بلوغه
من الكبر عتيا، يتوجه إلى الله بحياء عظيم يطلب منه أن يرزقه من الصالحين.. ولم
يحدد لا عددا ولا نوعا.. يكفي فقط أن يكون من الصالحين، كما قال تعالى: ﴿وَقَالَ
إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99)رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ
(100)فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101)﴾ [الصافات: 99 - 101]
وهكذا لو رجعوا إلى القرآن الكريم لوجدوا
زكريا عليه السلام يقف نفس موقف جده إبراهيم عليه السلام، يطلب من الله الولد
بتواضع وحياء عظيم، قال تعالى: ﴿هُنَالِكَ