اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 162
أنه أعطي قوة ثلاثين رجلاً في الجماع [1]... وكان إذا صلى الغداة دخل على نسائه فطاف عليهن بغسل واحد ثم يبيت
عند التي هي ليلتها[2]، وذلك لأنه كان قادراً على توفية حقوق الأزواج وليس يقدر على ذلك غيره
مع قلة الأكل)[3]
أما ما ورد في الحديث من ذلك الجزم من
سليمان عليه السلام، من غير
إرجاع الأمر لله، مع تذكير الملاك أو غيره له، والذي قد يوهم بأن هبة الولد ليست
لله، وإنما هي نتيجة الطواف ـ كما ورد في الحديث ـ فقد استطاعوا حلها أيضا، وبكل
سهولة.
فقد نقلوا عن سلفهم الطبري قوله: (إن
النسيان على وجهين: أحدهما: على وجه التضييع من العبد والتفريط.. والآخر: على وجه
عجز الناسي عن حفظ ما استحفظ ووكل به، وضعف عقله عن احتماله.. فأما الذي يكون من
العبد على وجه التضييع منه والتفريط، فهو تركٌ منه لما أمر بفعله. فذلك الذي يرغب
العبد إلى الله في تركه مؤاخذته به، وهو النسيان الذي عاقب الله به آدم صلوات الله
عليه فأخرجه من الجنة)[4]
ونقلوا عن العيني قوله: (قوله (فلم يقل إن
شاء الله): فلم يقل سليمان إن شاء الله بلسانه، لا أنه غفل عن التفويض إلى الله
تعالى بقلبه، فإنه لا يليق بمنصب النبوة. وإنما هذا كما اتفق لنبينا لما سئل عن
الروح والخضر وذي القرنين فوعدهم أن يأتي بالجواب غداً جازماً بما عنده من معرفة
الله تعالى، وصدق وعده، في تصديقه وإظهار كلمته، لكنه ذهل عن النطق
[1]
رواه عبد الرزاق في مصنفه: (7 / 507) رقم (14052)، وابن خزيمة في صحيحه: (1 / 426)
رقم (233).