اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 150
ساجدا لله بكل رقة وعبودية وخضوع.
هذه هي الدلالة الظاهرة للقصة كما وردت في القرآن الكريم،
وهذا هو تفسير القائلين بالعصمة المطلقة لها.. وهو تفسير يتوافق مع القرآن الكريم
كما يتوافق مع اللغة العربية.. لكن المتعلقين بالروايات لم يلتفتوا إلى هذه
المعاني القرآنية واللغوية.. فراحوا يفسرون الآيات الكريمة بالروايات والقصص..
ومن الأمثلة عنها ما ذكره الطبري من
روايات كثيرة قدم لها بقوله: (القول في تأويل قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا
أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ
أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ﴾، وهذا مثل ضربه الخصم
المتسوّرون على داود محرابه له، وذلك أن داود كانت له فيما قيل: تسع وتسعون امرأة،
وكانت للرجل الذي أغزاه حتى قُتل امرأة واحدة; فلما قتل نكح فيما ذكر داود امرأته،
فقال له أحدهما: (إِنَّ هَذَا أَخِي)يقول: أخي على ديني)[1]
ومن العجب أن الذين ينكرون القول بالمجاز
والكناية وغيرها في حق الله تعالى حتى لو أدى ذلك للتجسيم، نراهم هنا يفسرون
[النعجة] بالمرأة من باب الكناية، يقول الطبري: (وإنما كنى بالنعجة ها هنا عن
المرأة، والعرب تفعل ذلك، ومنه قول الأعشى: