اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 141
أنزلت عليه قبل أن تنزل على رسول الله a..
ولكن لأن العقل السلفي يقبل كل شيء، فقد قبل هذه الروايات أيضا.
ومن تلك الروايات: ما وراه الطبري عن محمد
بن كعب، أنه قال: (رفع يوسف رأسه إلى سقف البيت حين همّ، فرأى كتابًا في حائط
البيت: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ
سَبِيلًا﴾ [الإسراء: 32])[1]
وروى عن أبي صخر، قال: سمعت القرظي يقول
في البرهان الذي رأى يوسف: ثلاث آيات من كتاب الله: (إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ)الآية،
[سورة الانفطار: 10]، وقوله: (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ)الآية، [سورة يونس: 61]،
وقوله: (أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ)[سورة الرعد:
33]. قال نافع: سمعت أبا هلال يقول مثل قول القرظي، وزاد آية رابعة: (وَلا
تَقْرَبُوا الزِّنَا)[2]
وبعد أن أورد الطبري جميع هذه الأقوال
وغيرها، قال بورع بارد: (قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن
الله جل ثناؤه أخبر عن همِّ يوسف وامرأة العزيز كل واحد منهما بصاحبه، لولا أن رأى
يوسف برهان ربه، وذلك آيةٌ من الله، زجرته عن ركوب ما همَّ به يوسف من الفاحشة، وجائز
أن تكون تلك الآية صورة يعقوب، وجائز أن تكون صورة الملك، وجائز أن يكون الوعيد في
الآيات التي ذكرها الله في القرآن على الزنا، ولا حجة للعذر قاطعة بأيِّ ذلك كان
من أيٍّ. والصواب أن يقال في ذلك ما قاله