اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 135
ماتت فيه. وقطع خال يعقوب ليعقوب قطيعا
من الغنم، فأراد الرجوع إلى بيت المقدس، فلما ارتحلوا لم يكن له نفقة، فقالت امرأة
يعقوب ليوسف: خذ من أصنام أبي لعلنا نستنفق منه فأخذ، وكان الغلامان في حجر يعقوب،
فأحبهما وعطف عليهما ليتمهما من أمهما، وكان أحب الخلق اليه يوسف عليه السلام،
فلما قدموا أرض الشام، قال يعقوب لراع من الرعاة: إن أتاكم أحد يسألكم: من أنتم؟
فقولوا: نحن ليعقوب عبد عيص، فلقيهم عيص فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن ليعقوب عبد
عيص، فكف عيص عن يعقوب، ونزل يعقوب بالشام، فكان همه يوسف وأخوه، فحسده إخوته لما
رأوا من حب أبيه له)[1]
ب ـ ما ورد حول يوسف
عليه السلام:
وهي الروايات المفسرة لقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ
هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ﴾ [يوسف: 24]، فقد
فسرها رواة تلك الآثار المستمدة من اليهود ـ كما فسروا اليد والساق والرجل بالنسبة
لله تعالى ـ فجعلوا همها وهمه واحدا.. أي أنه همّ بالمخالطة، وأنّ همّه بها كان
كهمّها به، ولولا أنه رأى برهان ربّه لفعل، وقد صانته عن ارتكاب الجريمة ـ بعد
الهمّ بها ـ رؤية البرهان.
مع أنه كان يمكنهم أن يفسروها على مقتضى
اللغة وعلى مقتضى عصمة الأنبياء بسهولة ويسر.. ولذلك وجوه كثيرة، وبجميعها نطق
العرب.
وأبسطها أن يقدروها (لولا أن رأى برهان
ربّه لهمّ بها)، لأن ذلك يدل على عدم تحقّق الهم منه لمّا رأى برهان ربّه.
و(برهان ربه)كما فسره القرآن الكريم هو
تلك الحجج اليقينية التي تجلّي الحق ولا