اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 112
الإسرائيلية لاشك أنه سيميل إلى موقف
اليهود في بغضهم لطالوت.. وكيف لا يبغضونه، وهم يرون أنه يريد أن يقتل نبيا من
الأنبياء الكرام.
وسنسوق القصة كما أوردوها، ونترك الحكم
بعدها للقارئ ليكتشف ذلك الصراع بين السلفية والقرآن.. وكيف استطاعت الرواية أن
تحطم كل المعاني القرآنية الجميلة.
فقد ذكر مفسرو السلف ـ بألفاظ متشابهة
ومعان متّفقة[1]ـ أنه (عبر النهر فيمن عبر مع طالوت أبو داود في ثلاثة عشر ابنا وكان
داود أصغرهم، فأتاهم ذات يوم فقال: يا أبتاه ما أرمي بقذافتي شيئا إلّا صرعته
فقال: أبشر فإنّ الله جعل رزقك في قذافتك، ثم أتاه مرّة أخرى فقال: يا أبتاه لقد
دخلت بين الجبال فوجدت أسدا رابضا فركبته وأخذت بأذنيه ولم يهمّني، فقال: أبشر يا
بني فإنّ هذا خير أعطاكه الله. ثم أتاه يوما آخر فقال: يا أبتاه إنّي لأمشي بين
الجبال فاسبّح فما يبقى جبل إلّا يسبّح معي، فقال: أبشر يا بني فإنّ هذا خير
أعطاكه الله. قالوا: فأرسل جالوت إلى طالوت أن ابرز اليّ من يقاتلني فإن قتلني
فلكم ملكي وإن قتلته فلي ملككم، فشقّ ذلك على طالوت فنادى في عسكره من يقتل جالوت
زوّجته ابنتي وناصفته ملكي، فخاف الناس جالوت فلم يجبه أحد. فسأل طالوت نبيّهم
اشمويل ان يدعوا الله، فدعا الله عزّ وجلّ في ذلك، فأتى بقرن فيه دهن، وتنور من
حديد، فقيل: إنّ صاحبكم الذي يقتل جالوت هو الذي يوضع هذا القرن على رأسه فيغلي
الدهن حتّى يدهن رأسه منه ولا يسيل على وجهه يكون على رأسه كهيئة إلّا كليل، ويدخل
في هذا التنور فيملؤه لا يتقلقل فيه، فدعا طالوت بني إسرائيل فجرّبهم فلم يوافقه منهم
أحد.فأوصى الله
[1]
انظر القصة بطولها في: تفسير الطبري: 2/ 851، وتاريخ الطبري: 1/ 337.. تفسير
البغوي (1/ 337) السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم
الخبير (1/ 164)، وغيرها.
اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 112