اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 105
هذا عارض ممطرنا، فألقت أهل البادية
ومواشيهم على أهل الحاضرة)[1]
وقريب منه قول بعضهم: (فلمّا غضب الله
عليهم وعتوا على الله، وكانوا أصحاب الأوثان يعبدونها من دون الله، فأرسل الله
عليهم الريّح العقيم وانّما سميت العقيم لأنّها تلقحت بالعذاب، وعقمت عن الرّحمة،
وطحنت تلك القصور والحصون والمدائن والمصانع حتّى عاد ذلك كلّه رملاً دقيقاً تسفيه
الرّيح، وكان تلك الرّيح ترفع الرّجال والنّساء، فتهب بهم صعدا، ثم ترمي بهم من الجوّ
فيقعون على رؤوسهم منكّسين)[2]
ج ـ ما ورد من
التفاصيل حول تعيين الذبيح:
وهي الروايات التي تفسر قوله تعالى حاكيا
عن إبراهيم عليه السلام بعد معاناته الشديدة مع قومه: ﴿ وَقَالَ إِنِّي
ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99)رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100)فَبَشَّرْنَاهُ
بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101)فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي
أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ
افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾
[الصافات: 99 - 102]
ومع أن هذه الآيات واضحة في الدلالة على
أن المقصود منها هو إسماعيل عليه السلام إلا أن الكثير من الروايات تتملص من تلك
الدلالة القرآنية الواضحة، لتنص على أن المراد هو إسحاق عليه السلام، كما تنص كتب
أهل الكتاب.
وقد مهد الطبري للروايات التي استند لها
في هذا القول بقوله: (..وكان فيما ذكر أن إبراهيم نذر حين بشرته الملائكة بإسحاق
ولدا أن يجعله إذا ولدته سارة لله ذبيحا، فلما بلغ
[1] رواه ابن عساكر والطبراني في الكبير، كنز العمال (2/ 41).