اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 9
الترقية، لتنالوا حظوظكم من الكمالات.. وكيف لا تنالونها، وأنتم تسيرون
على أقدام الهداة الذين جعلهم الله تعالى أنوارا يهتدي بها الخلق؟
وبناء على طلبكم الكريم، وحتى أنال بعض أجر مشاركتكم في ذلك العمل
النبيل، فسأكتب لك ما طلبت في أربعين رسالة تحفز العقول والقلوب للسير والسلوك
والتزكية والترقية.
وأول تلك الرسائل هذه الرسالة التي تتضمن أول مواهب الله تعالى للنفوس
المطمئنة الراضية المرضية، وهي موهبة [الوجدان العظيم]
وهي تشير إلى أن كل رحلة السالكين إلى الله، أو غيرهم، هي رحلة إلى الله؛
فإذا ما وجدوه وجدوا كل شيء، وإذا ما فقدوه فقدوا كل شيء.. كما يشير إلى ذلك قوله
تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا
فَمُلَاقِيهِ ﴾ [الانشقاق: 6]
وبقدر تلك المعرفة، وبقدر تهيئة النفس وتزكيتها لاستقبالها، بقدر ما يكون
ذلك الوجدان وأثره العظيم في النفس، وفي تحقيق كل الرغبات التي تطمح إليها.. ذلك
أن الله وحده من تتحقق بالارتباط به كل الرغبات.
بل لا يمكن أن يجد الإنسان نفسه، أو يكتشفها، أو يتوافق معها، إلا بعد أن
يكتشف ربه.. فنفسه لا يمكنها أن تنفصل عن ربه، وكيف تنفصل عنه، وهو نفخة من روحه،
وأمر من أمره، كما قال تعالى: ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ
رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ﴾ [الحجر:
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 9