responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 88

في معامله ومصانعه.. ولذلك لا يتمنون أن يزول المال عنه، وكيف يتمنون ذلك، وهم يستفيدون من ذلك الغنى، سواء بالعمل والكسب أو بالصدقة والإحسان؟

وهكذا حال المؤمن في فقره وحاجته؛ فلا تعتريه تلك الآفات التي تعتري الفقراء الخالين من الإيمان، والذين يتوهمون أنهم منبوذون في الأرض، وأن الله تعالى قد تخلى عنهم، وإنما ينظر إليه باعتباره تفريغا له من الاختبارات الخاصة بالغنى، ولذلك يحمد الله على ذلك التفريغ، ويعتبره دعوة له للمزيد من العمل الصالح.

ولذلك لا يحسد الأغنياء والمترفين، لأنه يعلم أنهم مثله واقعون في اختبار خاص بهم، بل يكل أمرهم إلى الله تعالى؛ فإن أحسنوا إليه أو إلى غيره، كان في ذلك نجاتهم، وإن لم يحسنوا، وأساءوا استخدام أموالهم كان في ذلك هلاكهم.. وهو لا يمكنه أن يحسد الناجي، ولا الهالك.. فاهتمامه بنفسه ونجاته ينسيه كل ذلك.

وهو فوق ذلك لا ينظر إلى الدنيا باعتبارها نهاية الرحلة، وإنما ينظر إليها باعتبارها محطة من محطات الحياة، ولذلك لا يجعل الفقر وسيلة لملأ نفسه بتلك القاذورات والمثالب التي تملأ قلوب الغافلين نتيجة تصوراتهم الخاطئة عن حقيقة الحياة الدنيا.

وهكذا ترى المؤمن في كل أحواله مملوءا بالطهارة، لأنه يستند لربه وهديه، لا لهواه، ولا لوساوس الشياطين التي ترفّع عنها.

وتلك الطهارة هي التي تؤهله للقرب الإلهي، وترقي الدرجات العليا في سلم السائرين إلى الله.. ولذلك تراه ممتلئا سعادة ورضا وفرحا.. وكيف لا يكون كذلك، وباطنه ممتلئ بالطهارة؟

أما غيره من الذين يهتمون برعاية طهارة أجسادهم وثيابهم وبيوتهم وشوارعهم، ويكتفون بها؛ فإنهم وإن فرحوا بتلك الطهارة الحسية التي يوافقهم المؤمن فيها إلا أن

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست