responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 77

به، وبقدر إكثارك من الأعمال الصالحة، تكون صحبتك لهم، وتأثيرهم فيك، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴾ [فصلت: 30، 31]

أما غيرهم من الذين آثروا دنياهم على دينهم، وأنفسهم على ربهم، فقد أخبر الله تعالى عن الصديق الذي يعيش معهم، ويأنسون به، لكنهم يكتشفون في الأخير أنه سبب كل البلاء الذي وقع لهم، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴾ [الزخرف: 36 - 38]

وبذلك فإن هؤلاء بدل أن يصحبوا الله تعالى صحبوا أهواءهم؛ وانغمسوا بسببها في المستنقعات المظلمة، التي ملأتهم بالحجب.. وملأتهم بعدها بالكآبة.. وقد كان ذلك سببا لإسراع الشياطين إليهم وتقربهم منهم، لأن الطيور على أشكالها تقع.. وبذلك يزدادون ظلمة على ظلمة، وحجابا فوق حجاب.. ومن كان قرينا للشياطين لا يمكنه أن ينال صحبة الملائكة، وكيف يصحبهم، وليس لديه أدنى قابلية لذلك.

وبذلك فإن هذه الموهبة لا تشمل فقط ما يناله المؤمن من آثار تلك الصحبة الشريفة لله وملائكته ورسله والصالحين من عباده، وإنما تشمل أيضا حماية الله له من تلك الصحبة السيئة التي لا تزيد صاحبها إلا عذابا.

 

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست