responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 37

لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ الله أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ&﴾ [الزمر: 22]

ولا يمكن مقارنة هذا النعيم بأي نعيم آخر في الدنيا.. ذلك أنه لا يمكن أن يشترى بالأموال، وإنما هو هبة خالصة من الله تعالى.. يجد المؤمن فيها من السكينة والراحة ما يعوضه عن كل ما فاته من متاع الدنيا المادي.

ولو شئت ـ أيها المريد الصادق ـ أن تعلم قيمة هذه النعمة؛ فاسأل عنها أولئك الأغنياء المترفين، الذي مكّنت لهم خزائن الأموال، لكنهم عاشوا ممتلئين بالكآبة والإحباط، ولم تستطع كل تلك الأموال أن تلبي حاجاتهم النفسية إلى الرضا والسكينة، حتى أن منهم من مات منتحرا وهو في قمة اكتئابه.

ولذلك لو لم يكن من نعيم الله للمؤمن سوى تلك السكينة التي يجدها عند ذكر ربه، والتي وصفها الله تعالى بقوله: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ الله أَلَا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، لكان ذلك وحده كافيا.

ومع ذلك فإن الله تعالى أغدق على المؤمن ـ بسبب التزامه بشريعة ربه ـ من طيبة الحياة الدنيا ما لا يجده غيره.. فالمؤمن في أغلب الأحوال صاحب أسرة طيبة، يحترم بعضها بعضا، ويؤدي بعضها حقوق بعض، لأنها تعيش في كنف الذكر والعبادة والتقوى، بخلاف تلك الأسر التي لا تؤسس على ذلك؛ فتتحول علاقاتها إلى عداوة، ويصبح السكن الذي جعله الله محلا للمودة والرحمة سجنا مملوءة بالعداوة والأحقاد.

وهكذا؛ فإن المؤمن يمكنه أن يمارس ما يمارسه غيره من مطالب الحياة، فدينه وتدينه لا يمنعه من أن يصير صاحب مناصب سياسية أو غيرها، بل إنه يدعوه إليها، ليحقق العدالة التي يفتقدها غيره، كما قال تعالى عن يوسف عليه السلام: ﴿ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 55]

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست