responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 208

والنيّة خالصة لربّ العالمين، فيعطي عزّ وجلّ على النيّة ما لا يعطي على العمل) ([172])

ولهذا أوصى رسول الله a بالاستفادة من هذه الهدية الإلهية التي ننال بها الأجور من غير تعب ولا مشقة، فقال ـ في وصيته لأبي ذر ـ: (يا أبا ذرّ، ليكن لك في كلّ شيء نيّة، حتّى في النوم والأكل)([173])

وعن الإمام الصادق أنه قال: (إنّ العبد لينوي من نهاره أن يصلّي بالليل فتغلبه عينه فينام، فيثبت الله له صلاته، ويكتب نفسه تسبيحا، ويجعل نومه عليه صدقة)([174])

وقال: (إنّ المؤمن ليهمّ بالحسنة ولا يعمل بها فتكتب له حسنة، وإن هو عملها كتبت له عشر حسنات، وإنّ المؤمن ليهمّ بالسيّئة أن يعملها فلا يعملها فلا تكتب عليه)([175])

بل ورد ذلك في حديث قدسي، فقد روي عن رسول الله a أنه قال: (إن الله عز وجل كتب الحسنات، والسيئات، ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها، كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن عملها، كتبت له عشر حسنات، إلى سبع مائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، وإن هو هم بسيئة فلم يعملها، كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن عملها كتبت له سيئة واحدة) ([176])

أعلم ـ أيها المريد الصادق ـ أنك تقبل اعتبار [الجزاء الأوفى] موهبة، ولكن في صورته المرتبطة بالمؤمنين بخلاف غيرهم، وبذلك قد يكون هذا الجزاء مصيبة لا موهبة.

وقد صدقت في ذلك، ولكن مع ذلك؛ فإن تحذير الله تعالى لنا، وإعلامه بكيفية جزائه


[172] علل الشرائع: 1/ 524.

[173] الوسائل، ج 1 ص 48 ح 8.

[174] الوسائل ج 1 ص 53 ح 15 وص 54، العلل ج 2 ص 524.

[175] الوسائل ج 1 ص 51.

[176] أحمد (5/ 384)

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست