اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 194
المظلمة
استقبالها.
وقد يقرب ذلك
المعنى ما ورد في الحديث الآخر الذي يقول فيه رسول الله a: (أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمد بيده إن الرجل
ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه أربعين يوماً، وأيّما عبد نبت لحمه من
السحت والربا فالنار أولى به) ([154])
فهذا الحديث
يشير إلى أن تعدي حدود الله، واقتحام حرماته، سيبقى له أثر طويل ممتد، يحول بين
المواهب الإلهية من الدعاء والحكمة وغيرها.
ولهذا كلما
امتد زمن طهارة النفس، وزمن إخلاصها وصدقها وتبريها من حولها وقوتها وابتعادها عن
الحرام والشبهات بقدر ازدياد قابليتها لتلقي الحكمة.
ففرق كبير
بين من أخلص لله أربعين يوما، وبين من قضى عمره كله في الإخلاص.. فذلك الذي يصبح
منبعا من منابع الحكمة، ومصدرا من مصادر الهداية.. ولهذا تقتضي الهداية العصمة؛
فلا يصح أن يتولى الهداية بصورتها الكاملة من خلط بين الإخلاص وغيره.