responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 19

وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ&﴾ [التوبة: 88]، وهي تربط الفلاح بالتضحية بكل أنواعها ابتداء من التضحية بالمال، وانتهاء بالتضحية بالنفس.

ومنها قوله تعالى: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ الله أَلَا إِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [المجادلة: 22]، وهي تربط الفلاح بالولاء لله ورسوله وللحق أينما كان، وبالبراءة من أعداء الحق مهما كانت قرابتهم أو المصالح المرتبطة بهم.

وكل هذه المعاني ـ أيها المريد الصادق ـ لا يمكنها أن تكتمل إلا في نفس قد هُذبت وزكيت وطهرت.. ولذلك فإن الفلاح ليس مرتبطا بتلك العلوم التي تحملها، ولا بذلك الجاه الذي تحصل عليه، ولا بتلك الأموال التي تكسبها.. وإنما بتلك الطهارة والصفاء والنبل الذي تمتلئ به نفسك.

وهو ممكن لأي إنسان.. فلم يحرم الله تعالى أحدا من عباده من أن يكون من المفلحين.. وليس عليه سوى أن يجاهد نفسه لتتحقق بصفاتهم.

ولذلك فإن أعظم سلوى لكل المحرومين المحتقرين في الأرض هو أن يعوضوا عما فاتهم من مكاسب الدنيا بتلك المكاسب العظيمة التي وصفها الله تعالى، ليتحقق لهم الوعد الإلهي بالفلاح..

وفي الوقت الذي تزول فيه كل قوانين الدنيا الجائرة، سيقول أولئك الذين فرطوا في البحث عن الفلاح الحقيقي: ﴿ مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ (62) أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ﴾ [ص: 62، 63]

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست