responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 171

 

~/td~

 

~/td~

 

~/td~
وما من فتى ذاق بؤس معيشة ***   *** من الناس إلا ذاقها حين يعشق

وقال آخر:

فيبكي إن نأوا شوقا إليهم ***   *** ويبكي إن دنوا حذر الفراق
وما في الأرض أشقى من محب ***   *** وإن وجد الهوى حلو المذاق
تراه باكيا في كل حين ***   *** مخافة فرقة أو لاشتياق

وقال آخر:

ويح المحبين ما أشقى نفوسهم ***   *** إن كان مثل الذي بي بالمحبينا
يشقون في هذه الدنيا بعشقهم ***   *** لا يرزقون به دنيا ولا دينا

وقال آخر:

قرين الحب يأنس بالهموم ***   *** ويكثر فكرة القلب السقيم
وأعظم ما يكون به اغتباطا ***   *** على خطر ومطلع عظيم

وتذكر كتب التاريخ والأدب وغيرها ما حصل للكثير من الذين علقوا في أشواك المحبة والشوق، وكيف جنوا بسببها، أو انتحروا، أو امتلأت حياتهم بالنكد.

وفي مقابل هذا نجد المؤمن صاحب النفس المطمئنة الذي هذبها بالرياضة يحصل على نفس تلك الأشواق، ونفس لذاتها، ولكن بصورتها الشريفة الجميلة الخالية من كل كدر، ذلك أن حبه لم يتوجه للأصنام التي يمكن أن تكسر، ولا الأزهار التي يمكن أن تذبل، ولا للجمال الذي يمكن أن تغير عليه الأيام فتحوله إلى دمامة، وإنما شوقة للجمال الذي لا يتغير ولا يتبدل ولا تصيبه الآفات، ولا تعرض له العوارض.

ولذلك كانت أشواق المؤمن هي الأشواق الوحيدة التي تترفع بها النفس، وتترقى، وتتهذب، وتزول عنه بها كل الكدورات.

 

 

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 171
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست