responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 170

حواشيه، ولطفت معانيه، وملحت إشاراته، وظرفت حركاته، وحسنت عباراته، وجادت رسائله، وجلت شمائله، فواظب على المليح، واجتنب القبيح)

وهذا ما جعل أكثر البشر يقضون جل حياتهم في البحث عن ذلك الحب الذي يملأ حياتهم بهذه المعاني، ويتحملون في سبيل ذلك كل ألوان الذل والمهانة، كما عبر عن ذلك بعضهم، فقال:

تشكى المحبون الصبابة ليتني ***   *** تحملت ما يلقون من بينهم وحدي
فكانت لقلبي لذة الحب كلها ***   *** فلم يلقها قبلي محب ولا بعدي

وقال آخر:

وددت بأن الحب يجمع كله ***   *** فيقذف في قلبي وينفلق الصدر
لا ينقضي ما في فؤادي من الهوى ***   *** ومن فرحي بالحب أو ينقضي العمر

وقال آخر:

وما سرني أني خلى من الهوى ***   *** ولو أن لي ما بين شرق ومغرب

لكن البشر في سعيهم لملأ تلك الحاجات الموجودة في نفوسهم، وبدل أن تتزكى نفوسهم، وتترقى، وتترفع إلى حقيقتها الإنسانية الشريفة هبطت إلى المستنقعات الآسنة، وتلطخت بحمئها المسنون، فتحولت حياتها بسبب تلك الأشواق إلى جحيم لا يطاق.

وقد عبر الشعراء الذين أشادوا بالأشواق إلى بعض تلك الآثار التي أحدثتها فيهم، فقال بعضهم يعبر عن آلامه التي جلبتها أشواقه:

وعذلت أهل العشق حتى ذقته ***   *** فعجبت كيف يموت من لا يعشق

وقال آخر:

وما عاقل في الناس يحمد أمره ويذكر ***   *** إلا وهو في الحب أحمق
  ***   ***  
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 170
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست