responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 14

 

فلاح القیم

 

من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما يمكن تسميته [فلاح القيم]، وأقصد منها ـ أيها المريد الصادق ـ أن الله تعالى برحمته ولطفه وكرمه بعباده، لم يعلق الفلاح ـ الذي هو وسيلة السعادة الأبدية ـ بشيء لا يطيقه الإنسان، وإنما علقه بأشياء في طاقته أن يفعلها، بل في مصلحته أن يفعلها.

ولن تعرف قيمة هذه الموهبة على حقيقتها، لتحمد ربك عليها، إلا إذا عرفت ما ارتكست فيه الأديان والفلسفات والمدارس الفكرية التي امتلأت بالعنصرية، وتوهمت أن الفلاح مرتبط بجنس دون جنس، أو عرق دون عرق، أو منطقة دون منطقة، أو بزمن دون زمن، أو لون دون لون.. ولذلك غذوا أصحابهم بكل أنواع الغرور والأماني الكاذبة، وغذوا غيرهم بكل أنواع الإحباط والألم.

وقد أشار الله تعالى إلى هؤلاء عندما ذكر مقولة أهل الكتاب، وادعاؤهم احتكار الله، واحتكار الفلاح، فقال: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ الله وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلله مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾ [المائدة: 18]

فهذه الآية الكريمة لا ينحصر المراد منها في اليهود والنصارى، والذين زعموا أنهم وحدهم أولياء الله من دون الناس، وإنما تشمل كل من زعم أن مراتب الفلاح التي هيأها الله تعالى لعباده، وزعها بطريقة غير عادلة، حيث فاز بها بعضهم، وحُرم منها أكثرهم.

لكن كلمات الله المقدسة التي سلمت من تحريف المحرفين، وتلاعب المتلاعبين، خلت من كل ذلك.. بل جعلت الفلاح منوطا بالقيم النبيلة، والأخلاق الرفيعة، والتي في

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست