وهكذا ظل يعقوب عليه السلام منتظرا لولده، على الرغم من سخرية الجميع
منه، لأنه كان يعرف عن الله ما لا يعرفونه، قال تعالى: ﴿ قَالُوا تَالله
تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ
الْهَالِكِينَ (85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى الله
وَأَعْلَمُ مِنَ الله مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: 85، 86]
وعندما رد الله إليه ولده، قال لهم بلهجة الواثق المستيقن: ﴿
أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ الله مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾
[يوسف: 96]
وهكذا يمكنك ـ أيها المريد الصادق ـ أن تكتشف كل حين عظمة ربك، وأسماءه
الحسنى، وتدبيراته العظيمة في كل لحظة من اللحظات، ومن خلال أي حادث من الحوادث..
فكل شيء رسائل يتعرف الله بها إليك، ليدلك عليه.
هذه رسالتي الأولى إليك ـ أيها المريد الصادق ـ ولرفاقك في الطريق؛
فبشروا بهذه المعاني، وأخبروا من تبشرونهم أنهم لن يفقدوا شيئا إذا وجدوا الله..
ذلك أن كل شيء لله وعنده وبه ومعه.. ومن وجد الله وجد كل شيء.. ومن فقده فقد كل
شيء.
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 13