responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 139

التوازن الدقیق

من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما يمكن تسميته [التوازن الدقيق]، وأقصد به ما ورد في قوله تعالى: ﴿وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ﴾ [الرحمن: 7 - 9]

فالآية الكريمة تدل على أن الله تعالى الذي أقام موازين السموات والأرض وكل شيء، بحيث لا يبغي شيء على شيء، ولا يطغى شيء على شيء، هو الذي عرّف عباده بالموازين التي يمكنهم إن أقاموها أن يحفظوا حقيقتهم من أن تتسرب إليها الأهواء؛ فتدنسها، وتنتكس بها.. وهذا من نعم الله العظمى.

وأنت ترى ذلك ـ أيها المريد الصادق ـ في كل الأجهزة التي يصنعها البشر؛ فكلما كان الجهاز أكثر تعقيدا، كلما احتاج إلى شروح تفصل كيفية التعامل معه، بحيث لا تتجاوز الكهرباء والحرارة والرطوبة حدودها التي تضر بها.. وهم عادة يذكرون أن الأعطال أو العطب المرتبط بذلك غير مضمون، لأنه يمكن أن يتفاداه المشتري.

وهكذا ترى في صنعة الله تعالى في جسمك ذلك التوازن الدقيق الذي يحفظ عليك صحتك.. حتى أن الأطباء يتحدثون عما يسمونه [الميزان الصحي]، ويعتبرونه مع ما يسمونه [الرصيد الصحي] من أبعاد الصحة الكبرى.. وفى إطارهما يعرفون الصحة على أنها (المعافاة الكاملة، جسمياً ونفسياً واجتماعياً، لا مجرد انتفاء المرض أو العجز) ([98])


[98] نقلا عن الدكتور محمد هيثم الخياط، فقه الصحة، محاضرة ألقاها في المؤتمر الرابع للطب الإسلامي الذي عقد في كرا تشي سنة 1405 للهجرة [1984 للميلاد)، ونشرت في المجلد الذي أصدرته المنظمة الإسلامية عن المؤتمر.

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 139
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست