اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 136
العلائق،
وذلك ما يحصل للعبد إذا خلص قلبه لله منتظرا فرجه؛ فهو في تلك الحال لا ينظر إلا
لله.. ولا ينتظر إلا من الله.
وقد اعتبره a أفضل العبادة، لأن الإنسان قد يكون غافلا في
صلاته، بينما هو في انتظار الفرج متعلق بالله تعلقا تاما.. لا يغفل عنه لحظة.. وكذلك
قد تصاب الصلاة بنوازع الشرك.. بينما في الانتظار لا تحدثه نفسه بأي رياء أو
مسمعة..
ولهذا ورد في
بعض الكتب الإلهية: (وعزتي وجلالي لأقطعن أمل كل مؤمل غيري بالياس، ولألبسنه ثوب المذلة عند
الناس، ولأخيبنه من قربي ولأبعدنه من وصلي، ولأجعلنه متفكرا حيران يؤمل غيري في
الشدائد، والشدائد بيدي، وأنا الحي القيوم، ويرجو غيري ويطرق بالفكر أبواب غيري،
وبيدي مفاتيح الأبواب، وهي مغلقة، وبابي مفتوح لمن دعاني)، ذلك أن كل أمل في غير الله يأس، وكل رجاء في غيره طمع، وكل استعانة بغيره
خذلان.
ولهذا كان من
وصايا رسول الله a العظيمة
قوله: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في
الرخاء، يعرفك في الشدة، فإذا سألت، فسل الله، وإذا استعنت، فاستعن بالله، جف
القلم بما كان وما هو كائن، فلو جهد العباد أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله عز وجل
لك، لم يقدروا عليه، فإن استطعت أن تعمل لله بالصدق واليقين، فافعل، فإن لم تستطع،
فإن في الصبر على ما تكره، خيراً كثيراً، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع
الكرب، وأن مع العسر يسراً)([97])
فهذه الوصية النبوية العظيمة تعمق
كل المعاني التي تدعو إلى الأمل في الله، ذلك أنه المدبر لكل شيء.. فلا حفظ ولا
عون ولا رخاء ولا شدة إلا بيد الله تعالى، لذلك كان رجاء
[97] الحديث بهذا اللفظ رواه الطبراني في الكبير
وابن حبان.
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 136