اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 113
فاجتهد ـ أيها المريد الصادق ـ في تهذيب نفسك حتى تصبح أهلا لتنزل
الأنوار عليها، وحينها لن تحتاج إلى كل تلك الأدلة التي ذكرها المتكلمون أو
الفلاسفة، ولن تطرق نفسك كل تلك الشبهات التي بحثوا فيها.. لأنك تصبح مشاهدا
للحقائق، لا مجرد عالم بها.
وحينها تتحقق بالوراثة الشريفة لما ذكره الله تعالى عن إبراهيم عليه
السلام حين قال عنه: ﴿ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴾ [الأنعام: 75]
فليس ذلك خاصا بإبراهيم عليه السلام، وإنما هو شامل لكل من سار في طريق
الأنبياء والهداة، واشتغل بتهذيب نفسه وتزكيتها لتتجلى فيها الحقائق بصورتها
الجميلة، بعيدا عن كل التأثيرات والأهواء.
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 113