responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 105

والدجل الذي لا سند له تجد المؤمن متحريا محتاطا لا يقبل أي شيء من دون أن يدل عليه البرهان، استنادا إلى قوله تعالى:﴿ وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاًO (الاسراء:36)

وفي الوقت الذي يعزل فيه بعضهم مداركه الحسية احتقارا لها بسبب بعض الأخطاء التي تقع فيها، تجد المؤمن يحترم تلك المدارك، مع إقراره بمحدودية دورها؛ فهو لا يستند إليه استنادا كليا، ولا يعزله عزلا كليا، وهو يستند في ذلك إلى قوله تعالى:﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَO (النحل:78)

وهكذا تجد المؤمن في الوقت الذي تعتبر فيه بعض الأديان التفكير ضلالا، وإعمال العقل حجابا عن الحق، يرى أن التفكير عبادة، بل أعظم عبادة، وكيف لا يقف ذلك الموقف، وهو يقرأ قوله تعالى:﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالفلك الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ لأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَلأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ (البقرة: 164)

وهكذا تجد المؤمن في الوقت الذي كان هناك من يشكك في المنطق وبراهينه، يجد المنطق في كتابه، ويتعلم أنواع الحجج من آيات ربه، ومن الأمثلة على ذلك أنه كان من مجادلات اليهود لرسول الله a قولهم:﴿ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ ﴾ (الأنعام: 91)

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست