اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 8
تلك
المعيشة؛ فلا ترى صورة للحياة غيرها.
وبذلك،
فهي مطمئنة للسوء والمنكر وكل المثالب التي تتحلى بها، بل ترى أنه لا يمكن أن تكون
للحياة صورة غير تلك الصورة.
وأما
النفس اللوامة؛ فهي النفس التي شعرت بتلك الروائح النتنة للنفس الأمارة، بعد أن
أشرقت عليها بعض أنوار النفس المطمئنة، ولذلك راحت تستقذر استسلامها لمقتضياتها،
وقد جعلها ذلك تمارس كل الوسائل والمناهج التي تخرج بها من سيطرتها، وتتحرر بها من
ربقها.
وأما
النفس المطمئنة؛ فهي النفس المنتصرة في حربها على النفس الأمارة، وهي بذلك نفس
متحررة من عالم الدنس والمستنقعات والقاذورات والمثالب..
وهي
نفس متحررة من الشياطين الذين كانوا يوسوسون لها، ويستحوذون عليها.
وهي
لذلك تنتقل من ذلك العالم المدنس إلى عالم جديد مملوء بالأنوار، جزاء وفاقا على
مجاهداتها.. ولمشاكلتها لذلك العالم.
ذلك
أن الله تعالى بعدله ورحمته لخلقه، ينزل كل أحد في المرتبة التي يرضاها ويتقبلها،
وله الاستعداد التام للتعامل معها.
وكما
أن عالم النفس الأمارة مملوء بـ ﴿شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي
بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا﴾ [الأنعام: 112]؛ فإن
عالم النفس المطمئنة مملوء بالملائكة والأولياء والصالحين.. كما قال تعالى: ﴿إِنَّ
الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ
الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ
الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ
فِيهَا مَا تَدَّعُونَ﴾ [فصلت: 30، 31]
وكما
أن عالم النفس الأمارة مملوء بالضيق النفسي الذي أشار إليه قوله تعالى: ﴿وَمَنْ
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 8