responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 64

وأما المطمئنة؛ فيتحكم فيها العقل المجرد، المسدد بنور الوحي، والمؤيد بالإلهام الرباني.

ولذلك كان كمال العقل دليلا على كمال الدين.. وقد ورد في الحديث عن رسول الله a أنه قال: (يا أيّها النّاس اعقلوا عن ربّكم، وتواصوا بالعقل تعرفوا ما أمرتم به وما نهيتم عنه، واعلموا أنّه ينجدكم عند ربكم، واعلموا أنّ العاقل من أطاع الله وإن كان دميم المنظر حقير الخطر دنىّ المنزلة رثّ الهيئة، وإنّ الجاهل من عصى الله تعالى وإن كان جميل المنظر عظيم الخطر شريف المنزلة حسن الهيئة فصيحا نطوقا، فالقردة والخنازير أعقل عند الله تعالى ممن عصاه) ([95])

وقال: (ما قسّم الله للعباد شيئا أفضل من العقل، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل، وإفطار العاقل أفضل من صوم الجاهل، وإقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل، ولا بعث الله رسولا ولا نبيا حتى يستكمل العقل، ويكون عقله أفضل من عقول جميع أمته، وما يضمر النبي في نفسه أفضل من اجتهاد المجتهدين، وما أدّى العاقل فرائض الله حتى عقل منه، ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل، إنّ العقلاء هم أولوا الألباب الذين قال الله عزّ وجلّ: (﴿ إنما يتذكر أولوا الألباب ﴾)([96])

وقال: (إذا بلغكم عن رجل حُسن حاله، فانظروا في حُسن عقله، فإنما يجازى بعقله)([97])

وقال: (لكل شيءٍ آلةٌ وعدةٌ، وآلةُ المؤمن وعدّته العقل.. ولكل شيءٍ مطيّةٌ، ومطيةُ المرء العقل.. ولكل شيءٍ غايةٌ، وغايةُ العبادة العقل.. ولكل قومٍ راعٍ، وراعي العابدين


[95] رواه داود بن المحبر في كتاب العقل.

[96] بحار الأنوار: 1/92، والمحاسن.

[97] بحار الأنوار: 1/93، والمحاسن.

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست