اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 57
الحديث
عن رسول الله a تقسيم القلوب على أساس ذلك، فقال: (القلوب أربعة: قلب أجرد فيه مثل
السّراج يزهر، وقلب أغلف مربوط على غلافه، وقلب منكوس، وقلب مصفّح، فأمّا القلب الأجرد
فقلب المؤمن، سراجه فيه نوره، وأمّا القلب الأغلف فقلب الكافر، وأمّا القلب
المنكوس فقلب المنافق، عرف ثمّ أنكر، وأمّا القلب المصفّح فقلب فيه إيمان ونفاق،
فمثل الإيمان فيه كمثل البقلة يمدّها الماء الطّيّب، ومثل النّفاق فيه كمثل القرحة
يمدّها القيح والدّم، فأيّ المدّتين غلبت على الأخرى غلبت عليه) ([87])
وقال
الإمام الباقر: (القلوب أربعة: قلب فيه نفاق وإيمان، وقلب منكوس، وقلب مطبوع، وقلب
أزهر أنور.. فأما المطبوع فقلب المنافق، وأما الازهر فقلب المؤمن إن أعطاه الله
عزوجل شكر، وإن ابتلاه صبر، وأما المنكوس فقلب المشرك، ثم قرأ هذه الآية: ﴿أَفَمَنْ
يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ
مُسْتَقِيمٍ﴾ [الملك: 22]، وأما القلب الذي فيه إيمان ونفاق، فهم قوم كانوا
بالطائف فإن أدرك أحدهم أجله على نفاقه هلك، وإن أدرك على إيمانه نجا) ([88])
وقال:
(القلوب ثلاثة: قلب منكوس لا يعثر على شيء من الخير وهو قلب الكافر.. وقلب فيه
نكتة سوداء فالخير والشر فيه يعتلجان، فما كان منه أقوى غلب عليه.. وقلب مفتوح فيه
مصباح يزهر، فلا يطفأ نوره إلى يوم القيامة وهو قلب المؤمن)([89])
وقد
قال بعض الحكماء يصور ذلك، ويقربه بالأمثلة: (اعلم أن القلب مثال قبة مضروبة، لها
أبواب، تنصب إليه الأحوال من كل باب، ومثاله أيضا مثال هدف، تنصب