اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 52
«هذا
باب من السّماء فتح اليوم، لم يفتح قطّ إلّا اليوم». فنزل منه ملك، فقال: «هذا ملك
نزل إلى الأرض لم ينزل قطّ إلّا اليوم»، فسلّم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم
يؤتهما نبيّ قبلك، فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلّا
أعطيته»([70])
وقال الإمام عليٌ في وصف القرآن الكريم: (جعله الله ريا لعطش العلماء،
وربيعا لقلوب الفقهاء، ومحاج لطرق الصلحاء، ودواء ليس بعده داءٌ، ونورا ليس معه
ظلمةٌ) ([71])
وقال في دعائه عند ختم القرآن الكريم: (اللهم اشرح بالقرآن صدري، واستعمل
بالقرآن بدني، ونور بالقرآن بصري، وأطلق بالقرآن لساني، وأعني عليه ما أبقيتني،
فإنه لا حول ولا قوة إلابك) ([72])
وقال الإمام الحسن: (إن هذا القرآن فيه مصابيح النور وشفاء الصدور، فليجل
جال بضوئه، وليلجم الصفة قلبه، فإن التفكير حياة القلب البصير كما يمشي المستنير
في الظلمات بالنور) ([73])
وإن
شئت ـ أيها المريد الصادق ـ أن تجرب ذلك؛ فاقرأ القرآن الكريم بصدق وإخلاص وتدبر،
وسترى كيف يؤثر عليك تأثيره البليغ، بحيث ترى نفسك قد تغيرت كثيرا، وكأنها أبصرت
بعد عمى، واهتدت بعد ضلالة، وذلك نفس ما تفعله الأنوار والسرج التي يهتدى بها في
الظلمات.
ولهذا
أخبر الله تعالى أن من أغراض تنزل القرآن الكريم إخراج العباد من الظلمات إلى
النور، بتبصيرهم بالحقائق، ودلالتهم عليها، قال تعالى: ﴿كِتَابٌ
أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ