اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 51
العظيمة،
التي يشرق بها قلبك، ليرى الكون جميعا بصورته الحقيقية التي لم تزيف ولم تغير ولم
تبدل.
فقد
وصف الله تعالى كتابه بكونه نورا، فقال: ﴿قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ
نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ﴾ [المائدة: 15]، وقال: ﴿وَكَذَلِكَ
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ
وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ
عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52]
وهكذا
غيره من كتبه المقدسة ـ قبل أن تمتد إليها يد المحرفين بالتبديل والتغيير ـ كما
قال تعالى عن التوراة: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى
وَنُورٌ ﴾ [المائدة: 44]، وقال: ﴿قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ
الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ
تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ﴾ [الأنعام: 91]
وفي
الحديث عن رسول الله a أنه قال: (عليك بتلاوة القرآن، فإنّه نور لك في الأرض وذخر لك في
السّماء) ([68])
وقال للإمام علي: (أُعلّمك دعاء لا تنسى القرآن، قل: اللّهمّ ارحمني بترك
معاصيك أبداً ما أبقيتني، وارحمني من تكلّف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما
يرضيك، والزم قلبي حفظ كتابك كما علّمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الّذي يرضيك
عنّي.. اللّهمّ نوِّر بكتابك بصري، واشرح به صدري، وأطلق به لساني، واستعمل به بدني،
وقوّني به على ذلك، وأعنّي عليه، إنّه لا يعين عليه إلاّ أنت، لا إله إلاّ أنت)([69])
وروي
أنه بينما جبريل قاعد عند النّبيّ a، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه
فقال: