وكان
يقرن أحيانا شكره بالسجود، فقد روي أنه (كان إذا جاءه أمر شرور أو بشّر به خرّ
ساجدا شاكرا لله)([1053])
وكان
a يدعو إلى كثيرة الثناء على الله وحمده في كل الأحوال، لأن ذلك
الذكر اللساني قد يتحول إلى ذكر قلبي، فتتقرر به في النفس حقائق الشكر، وقد ورد في
الحديث أن الله عزّ وجلّ قال للمسيح عليه السلام: (يا عيسى إنّي باعث من بعدك أمّة
إن أصابهم ما يحبّون حمدوا الله وشكروه، وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا)([1054])
وروي
أنه a كان
يلقى رجلا فيقول: (يا فلان كيف أنت؟) فيقول: بخير أحمد الله، فيقول له النّبيّ a: (جعلك الله بخير) فلقيه ذات
يوم فقال: (كيف أنت يا فلان؟) فقال: بخير إن شكرت، فسكت عنه رسول الله a، فقال:
يا نبيّ الله إنّك كنت تسألني فتقول: جعلك الله بخير وإنّك اليوم سكتّ عنّي، فقال
له: (إنّي كنت أسألك تقول: بخير أحمد الله، فأقول جعلك الله بخير، وإنّك اليوم
قلت: إن شكرت فشككت فسكتّ عنك)([1055])
وقال
a: (عجبا لأمر المؤمن إنّ أمره كلّه خير. وليس ذلك لأحد إلّا للمؤمن
إن أصابته سرّاء شكر. فكان خيرا له. وإن أصابته ضرّاء صبر. فكان خيرا له)([1056])
وقال:
(من قال حين يصبح: اللهمّ ما أصبح بي من نعمة فمنك وحدك لا شريك لك. فلك الحمد ولك
الشّكر. فقد أدّى شكر يومه. ومن قال ذلك حين يمسي فقد أدّى
[1052]
أبو داود(1510) وابن ماجة(3830) وأحمد(1/ 227)