اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 433
وقال
آخر: (الحمد والشكر ليس معناه مجرد قول القائل بلسانه الحمد لله، بل معناه: علم
المنعم عليه بكون المنعم موصوفاً بصفات الكمال والجلال. وكل ما خطر ببال الإنسان
من صفات الكمال والجلال، فكمال الله وجلاله أعلى وأعظم من ذلك المتخيل والمتصور،
وإذا كان كذلك امتنع كون الإنسان آتياً بحمد الله وشكره وبالثناء عليه)([1048])
وقال
آخر: (من اعتقد أن حمده وشكره يساوي نعم الله تعالى فقد أشرك، وهذا معنى قول
الواسطي: الشكر شرك)([1049])
هذه هي المقامات العالية للشاكرين ـ
أيها المريد الصادق ـ فإن شئت أن تكون منهم، فاسع لأن تلتمس أسباب ذلك مما ذكرته
لك في رسائلي عن النفس اللوامة، وأولها أن تدعو الله تعالى أن يرزقك شكره؛ فلولا
هدايته لك لشكره ما شكرته.
ومما
يروى في ذلك عن رسول الله a أنه كان يقول دبر كلّ صلاة: (اللهمّ أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن
عبادتك)([1050])
وكان
يقول في صلاته: (اللهمّ إنّي أسألك الثّبات في الأمر، والعزيمة على الرّشد، وأسألك
شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما، ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم،
وأعوذ بك من شرّ ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم)([1051])
وكان من دعائه قوله: (ربّ أعنّى ولا
تعن عليّ، وانصرني ولا تنصر عليّ، وامكر لي ولا تمكر عليّ، واهدني ويسّر الهدى لي،
وانصرني على من بغى عليّ، ربّ اجعلني لك شكّارا، لك ذكّارا، لك رهّابا، لك مطيعا
إليك مخبتا، إليك أوّاها منيبا، ربّ تقبّل توبتي واغسل