responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 402

وغيرها من الأحاديث الكثيرة التي دعا فيها رسول الله a إلى تحقيق قيم العدل، لا في عالم المجتمع فقط، بل في عالم النفس أيضا، لأنه لا يتحقق العدل في المجتمع قبل أن تتحقق به النفوس.. فالخارج صدى الداخل، وكل إناء بما فيه ينضح.

ولم يكتف رسول الله a بتلك التوجيهات، وإنما كان في حياته جميعا يمارس العدل، وبصورته الجميلة، وفي تلك الظروف الصعبة التي يتوهم الكثير أن العدالة قد تتخلف فيها بناء على قوانين الطوارئ.

ومن الأمثلة على ما روي في الحديث أن رسول الله a عدل صفوف أصحابه يوم بدر، وفي يده قدح يُعدِّل به القوم، فمرَّ بسواد بن غزيَّة حليف بني عدي ابن النجار، وهو مستنتل من الصف، فطعن رسول الله a بالقدح في بطنه، وقال: (استوِ يا سواد) فقال: يا رسول الله، أوجعتني، وقد بعثك الله بالعدل، فأقدني، فقال له رسول الله a: (استقد)، قال: يا رسول الله، إنَّك طعنتني، وليس عليَّ قميص، فكشف رسول الله a عن بطنه، وقال: (استقد).. فاعتنقه، وقبَّل بطنه، وقال: (ما حملك على هذا يا سواد؟)، قال: يا رسول الله، حضرني ما ترى، ولم آمن القتل، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك. فدعا رسول الله a له بخير([956]).

وفي حديث آخر روي: أنَّ قريشًا أهمَّهم شأن المرأة التي سَرقت في عهد النبي a في غزوة الفتح، فقالوا: من يكلِّم فيها رسول الله a؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حِبُّ رسول الله a. فأتى بها رسول الله a، فكلمه فيها أسامة بن زيد، فتلوَّن وجه رسول الله a، فقال: (أتشفع في حدٍّ من حدود الله؟) فقال له أسامة: استغفر لي يا رسول الله. فلما كان العشي قام رسول الله a فاختطب، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال (أما


[956] رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة: [3/1404]

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 402
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست