responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 383

الزافه و الرحمه

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن الرحمة وحقيقتها ومجالاتها وعلاماتها، وعلاقتها بالنفس المطمئنة.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن الرحمة من المنازل الضرورية للنفس المطمئنة؛ فلا يمكن للنفس الممتلئة بالقسوة والغلظة أن تجد الهدوء أو الطمأنينة أو الاستقرار، وكيف يحصل لها ذلك، وهي مرتع الشيطان، ومستقر كل مثالب الإثم والعدوان.

ولهذا كان أكثر الناس مواجهة للأنبياء والأولياء هم أولئك الطغاة المستكبرين المستبدين الذين خلت قلوبهم من الرحمة؛ كما أخبر الله تعالى عن مثالهم وقدوتهم فرعون الذي ذكر الله تعالى جرائمة الناشئة من قسوته، فقال: ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾ [القصص: 4]

ومثلهم أولئك الذين سماهم الله تعالى أصحاب الأخدود، وقال عنهم: ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ [البروج: 4 - 8]

ومنهم أولئك الذين لم يرض قسوة قلوبهم كل ما صبوه من ألوان الإهانة والتحقير لنبي الله إبراهيم عليه السلام، وإنما أضافوا إليه رميه في النيران، لتناسبها مع النيران التي تغلي في قلوبهم، قال تعالى: ﴿قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ﴾ [الأنبياء:

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 383
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست