وكأن رسول الله a
يدعو بهذا إلى البحث عن هذا النوع من المساكين، وتسليم الحقوق الشرعية المرتبطة
بالأموال لهم، لا لأولئك الذي قد يتخذون التسول وسيلة لطلب الرزق، ويقعدون عن
العمل رضى بذلك.
ومثل ذلك صحح رسول الله a مفهوم
الغنى، فقال: (ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكنّ الغنى غنى النّفس)([902])
وأخبر a عن دور العفة في
السبق إلى الجنة، فقال: (عرض عليّ أوّل ثلاثة يدخلون الجنّة: شهيد وعفيف متعفّف،
وعبد أحسن عبادة الله، ونصح لمواليه)([903])
وكان يقول: (من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له
الجنّة)([904])
ويقول: (قد أفلح من أسلم،
ورزق كفافا وقنّعه الله بما آتاه)([905])
وأخبر عن أفضلية العفيف
المحتاج على غيره، فقال: (لأن يغدو أحدكم فيحطب على ظهره فيتصدّق به، ويستغني به
من النّاس خير له من أن يسأل رجلا أعطاه أو منعه ذلك، فإنّ اليد العليا أفضل من
اليد السّفلى، وابدأ بمن تعول)([906])
وأخبر عن دور الاستعفاف في
تحقق الاستعانة بالله، فقال: (من أصابته فاقة فأنزلها بالنّاس لم تسدّ فاقته، ومن
أنزلها بالله أوشك الله له بالغنى، إمّا بموت عاجل أو غنى