اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 378
حتّى إذا نفد ما عنده،
قال: (ما يكن عندي من خير فلن أدّخره عنكم، ومن يستعفف يعفّه الله، ومن يستغن يغنه
الله، ومن يصبر يصبّره الله، وما أعطي أحد من عطاء خير وأوسع من الصّبر)([895])
وروي أن بعض الطلقاء قال: سألت النّبيّ a فأعطاني، ثمّ سألته فأعطاني، ثمّ سألته فأعطاني، ثمّ قال: (إنّ هذا
المال خضرة حلوة، فمن أخذه بطيب نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك فيه
وكان كالّذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السّفلى)([896])
وروي عن بعض أصحاب رسول
الله a قال: تحمّلت حمالة([897]) فأتيت رسول الله a أسأله فيها. فقال: (أقم حتّى تأتينا الصّدقة فنأمر لك بها)، ثمّ
قال: (إنّ المسألة لا تحلّ إلّا لأحد ثلاثة: رجل تحمّل حمالة فحلّت له المسألة
حتّى يصيبها ثمّ يمسك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلّت له المسألة حتّى يصيب
قواما من عيش، ورجل أصابته فاقة حتّى يقول ثلاثة من ذوي الحجا من قومه: لقد أصابت
فلانا فاقة، فحلّت له المسألة حتّى يصيب قواما من عيش (أو قال سدادا من عيش) فما
سواهنّ من المسألة، سحتا يأكلها صاحبها سحتا)([898])
وقال آخر: نزلت أنا وأهلي ببقيع الغرقد، فقالت لي أهلي: اذهب
إلى رسول الله a فسله لنا شيئا نأكله، فذهبت إلى رسول الله a فوجدت عنده رجلا يسأله ورسول الله a يقول: لا أجد ما
أعطيك؛ فولّى الرّجل عنه، وهو مغضب وهو يقول: لعمري إنّك لتعطي